التعليم الافتراضي

 

أهمية الوجود            
            

ترى هل لكل إنسان أهمية  لوجوده على سطح الأرض ؟

كثير ما يتساءل الناس : لماذا ولدت ؟ ما أهمية وجودي ؟

نعم يا صديقي إن لوجودك أهمية كبرى في الحياة و لك رسالتك التي يجب أن تعيها , إنك تشكل قيمة عالية للكون مهما كنت فقيراً أو مريضاً , ومهما علت منزلتك أو تواضعت , لأن فيك بعض من روح الله , لذلك يجب أن تحب نفسك وتقدر قيمتها .

إن من يحب ذاته كما هي هو إنسان مستقر نفسياً يعيش في سعادة وحب وسلام داخلي , لا يهتم بآراء الآخرين ولا يقارن نفسه بأحد لأنه يعلم بأنه إنسان فريد ومميز في هذا الكون , ليس أفضل من أحد , ولا أقل من أحد , ولكنه شخص واحد في الكون لا مثيل له , لذلك فهو يتقبل نفسه كما هي ,  ويشعر بالرضا عن نفسه فيعيش بلا صراعات نفسية .

إن الذي يقارن نفسه بالآخرين هو شخص لا يحب نفسه , ويستمد قيمته من الآخرين , والشخص المتكبر لا يرى نفسه أبداً بل يشعر أنّ قيمته قليلة ويعاني من نقص داخلي كبير , فيخرجه إلى الآخرين بأنه متكبر .

إنّ الشخص المتكبر  يعيش الكثير من الصراعات والمعارك مع نفسه , لأن الرضا عن النفس يؤدي إلى الإحساس بالسكينة والأمان و الاطمئنان و السلام النفسي مع الذات , ويعيش ببساطة ودون تصنع كي يرضي الناس . وهو يدرك أن الكمال لله وحده فيتقبل ما فيه من نقص دون خجل أو أسى وحزن .

إن الذي لا يحب نفسه ولا يقف مع نفسه يجذب له الكون كل ما لا يحبه , ويجذب له أشخاص تهينه , أو أشخاص لا يتقبلهم , أو أشخاص يريدون إلغاء شخصيته وجعله نسخة منهم .

إن من يحبك بجد يتقبلك كما أنت بكل ما فيك دون سعي لجعلك نسخة منه , والكون هو مرآة حقيقية يتعامل معنا من منطلق تعاملنا مع نفسنا , فإذا أحببت نفسك وقدرتها سوف تجد حولك من يحبك ويحترمك , وإذا كرهت نفسك سوف تجد من يكرهك ويذلك .

أحبب نفسك وارفع من قيمتك حتى يتعامل معك الكون بقيمة عالية واشعر بالاستحقاق كي يعطيك الكون استحقاقك , أحبب نفسك دون قيود أو شروط , أحبب روحك كما هي  , ولا تسمح لأحد أن يهينك , أو يقلل من شأنك , ولا تدخل في علاقات مع أشخاص لا تناسبك , ولا تدخل في علاقة عاطفية أو صداقة مع شخص لا يناسبك أو لا يحترم ذاته ولا يقدر الذين حوله .

امتلك الجرأة للتخلص من أية علاقة أو صداقة لا تناسبك , أحبب نفسك و أحبب الحياة وتقبّل كل ما يحدث في حياتك على أنه رسالة من الله .

الكثير من الناس يعيشون حياتهم في تذمر دائم , ولا يرون إلا الأمور السلبية في الحياة , وتمر عليهم اللحظات الجميلة دون أن يشعروا بها , لأنهم تعودوا على الشكوى و التذمر من الأمور السيئة والأوقات السيئة فباتوا لا يرون إلا السيئ في الحياة .

إن الكون يجذب إليك ما تعيشه , وليس ما تعوزه , لذلك عش كما تحب أن تكون كأنه موجود فعلا فتجذبه إليك .

لا تعش في الندم فكلنا بشر وكل ابن آدم خطّاء , فلنتعلم من أخطائنا بلا ندم كي لا نجذب هذه الأخطاء ثانية إلينا .لذلك سامح نفسك دائماً لأن الإنسان يعيش حياته فيخطئ ويتعلم من أخطائه .

توقف عن المعاناة وتقبل نفسك , وحاول أن تطورها لا أن تغيرها , إن الكون يتعامل معك من منطلق تعاملك مع نفسك , والطريقة التي يتعامل بها الناس معك هي ذات الطريقة التي تتعامل بها مع نفسك .

هناك بعض الناس أينما يذهبون يجدون الآخرين تنفضّ وتبتعد عنهم , وذلك لأن هؤلاء الأشخاص هم في الحقيقة لا يحبون أنفسهم فطاقاتهم السلبية وذبذباتهم تبعد الناس عنهم , بينما تجد آخرين أينما ذهبوا وجدوا من يتقرب منهم ويتودد إليهم لأن طاقاتهم الإيجابية ومحبتهم لذاتهم تنعكس على الآخرين وتجذبهم إليهم .

إن فاقد الشيء لا يعطيه , ومن لا يحب ذاته لا يمكن أن يعطي المحبة للآخرين , وإذا كرهت نفسك فأنت لن تسمح للآخرين أن يحبوك , ولن تتقبل بان هناك من يحبك بالفعل .

إن من لا يرضى عن نفسه أو شخصيته هو شخص معذب , إن كل أفكارك عن نفسك وعن الحياة يتشكل ويتجمع على شكل ترددات أو ذبذبات وهي ما نسميها بالهالة أو الطاقة .

و الطاقات التي تتشكل حول الإنسان تجذب له طاقات تتشابه مع الهالة التي تحيطه , فإذا وجد شخص يشعر بالوحدة وعدم محبة الناس له فهو لن يجد من يحبه بجد وسيجذب لنفسه  شريك حياة يعزز القناعة المؤمن بها فلن يحبه شريكه بل يرتبط به من أجل أسباب مادية أو معنوية .

إن الهالة المحيطة بأي إنسان يتم برمجتها من خلال ثلاثة أشياء وهي الأفكار  والقناعات والمشاعر , تجاه نفسك طبعاً , وبذلك فأنت من يتحكم بكيفية تعامل الناس معك وليس أي أحد آخر .

إن الشخص الذي تقابله يستقبل الهالة التي تحيط بك ويفسرها ويحكم عليك بالتقبل أو عدمه , وذلك دون إدراك أو وعي لما يحدث بالحقيقة .لذلك عندما ترى إنسان لأول مرة يصلك إحساس عن هذا الشخص وطبيعته وهذا الإحساس يكون حقيقي جداً لأن عقلك اللاواعي قرأ الإحساس الخاص بك وترجمه إلى إحساس وشعور تجاه الآخر  , ولذلك ترى الواثق من نفسه يظهر عليه ذلك وضعيف الشخصية يظهر عليه ذلك , والغني يظهر عليه الغنى والفقير يظهر عليه الفقر والطيبون تظهر الطيبة عليهم  والخبث يظهر على أصحابه ..

فالناس تتعامل معك بحسب المعلومات المسجلة بالهالة المحيطة بك ,و إنك من تحدد قيمتك وليس الناس لذلك انظر إلى نفسك بأجمل صورة , وآمن بنفسك وشخصك وكل شيء فيك وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك ..

 

   بقلم الأنسة : عبيرنادر